كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<تنبيه> قال ابن عربي‏:‏ عم برحمتك وشفقتك جميع الجيوان والمخلوقات ولا تقل هذا نبات هذا جماد ما عنده خبر، نعم عنده أخبار أنت ما عندك خبر فاترك الوجود على ما هو عليه وارحمه برحمة موجده ولا تنظر فيه من حيث ما يقام فيه في الوقت حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين‏.‏

- ‏(‏خد طب والضياء‏)‏ المقدسي ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات اهـ‏.‏ وفي الميزان في ترجمة الوليد بن جميل عن أبي حاتم وله أحاديث منكرة وساق منها هذا‏.‏

8698 - ‏(‏من رد عن عرض أخيه‏)‏ في الدين أي رد على من اغتابه وشان من أذاه وعابه ‏(‏رد اللّه عن وجهه‏)‏ أي ذانه وخصه لأن تعذيبه أنكى في الإيلام وأشد في الهوان ‏(‏النار يوم القيامة‏)‏ جزاء بما فعل وذلك لأن عرض المؤمن كدمه فمن هتك عرضه فكأنه سفك دمه ومن عمل على صون عرضه فكأنه صان دمه فيجازى على ذلك بصونه ‏[‏ص 136‏]‏ عن النار يوم القيامة إن كان ممن استحق دخولها وإلا كان زيادة رفعة في درجاته في الآخرة في الجنة والعموم المستفاد من كلمة من مخصوص بغير كافر وغير فاسق متجاهر كما مرّ وزاد الطبراني في روايته ‏{‏وكان حقاً علينا نصر المؤمنين‏}‏‏.‏

- ‏(‏حم ت عن أبي الدرداء‏)‏ قال الترمذي‏:‏ حسن قال ابن القطان‏:‏ ومانعه من الصحة أن فيه مرزوق التيمي وهو والد يحيى بن بكير وهو مجهول الحال‏.‏

8699 - ‏(‏من رد عن عرض أخيه‏)‏ في الإسلام ‏(‏كان له‏)‏ أي الرد أي ثوابه ‏(‏حجاباً من النار‏)‏ يوم القيامة وذلك بظهر الغيب أفضل منه بحضوره وإذا رد عن عرضه فأحرى أن لا يتولى ذلك فيغتابه بل ينبغي أن يكاشفه فيما ينكر منه لكن بلطف فذلك من نصره له كما دل عليه خير انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً الحديث‏.‏

- ‏(‏هق عن أبي الدرداء‏)‏ رمز لحسنه وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد في أحد دواوين الإسلام الستة مع أن الترمذي خرجه‏.‏

8700 - ‏(‏من رد عادية ماء أو عادية نار فله أجر شهيد‏)‏ أي من صرف ماء جارياً متعدياً أو متجاوزاً إلى إهلاك معصوم أو صرف ناراً كذلك فله مثل أجر شهيد من شهداء الآخرة مكافأة له على إنقاذه معصوماً من الغرق أو الحرق‏.‏

- ‏(‏النوسي‏)‏ بفتح النون وسكون الواو وسين مهملة نسبة إلى نوس ‏(‏في كتاب‏)‏ فضل ‏(‏قضاء الحوائج‏)‏ للناس ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين‏.‏

8701 - ‏(‏من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك‏)‏ باللّه تعالى لاعتقاده أن للّه شريكاً في تقدير الخير والشر ‏{‏تعالى اللّه عن ذلك علواً كبيراً‏}‏ وهذا وارد على منهج الزجر والتهويل وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه أحمد قالوا‏:‏ يا رسول اللّه ما كفارة ذلك قال‏:‏ يقول أحدكم اللّهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك اهـ‏.‏ فينبغي لمن طرقته الطيرة أن يسأل اللّه تعالى الخير ويستعيذ به من الشر ويمضي في حاجته متوكلاً عليه‏.‏

- ‏(‏حم طب عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص رمز لحسنه وفيه ابن لهيعة وبقية رجاله ثقات ذكره الهيثمي‏.‏

8702 - ‏(‏من رزق في شيء فليلزمه‏)‏ أي جعلت معيشته في شيء فلا ينتقل عنه حتى يتغير، ذكره الغزالي، وذلك أنه قد لا يفتح عليه في المنتقل إليه فيصير فارغاً بطالاً والمسلم إذا احتاج أول ما يبذل دينه كما رواه البيهقي‏.‏

- ‏(‏هب عن أنس‏)‏ بن مالك وفيه محمد بن عبد اللّه الأنصاري قال الذهبي‏:‏ اتهم أي بالوضع وهو ضعيف عن فروة بن يونس الكلابي وقد ضعفه الأزدي عن هلال بن جبير قال أعني الذهبي‏:‏ وفيه جهالة ورواه عنه أيضاً ابن ماجه قال الحافظ العراقي‏:‏ بسند حسن فما أوهمه صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة غير جيد وممن خرجه لابن ماجه والديلمي وغيره‏.‏

8703 - ‏(‏من رزق تقى فقد رزق خير الدنيا والآخرة‏)‏ يعني من منحه اللّه الهداية والتقوى فقد أعطاه اللّه خير الدارين وصار عليه كريماً بقوله تعالى ‏{‏إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم‏}‏‏.‏

- ‏(‏أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏‏)‏ ابن حبان في الثواب ‏(‏عن عائشة‏)‏ فيه عبد الصمد ابن النعمان أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وقال‏:‏ صدوق مشهور وقال الدارقطني‏:‏ غير قوي وعيسى بن ميمون فإن كان الخواص فقد ضعفوه أو القرشي وهو الظاهر فهو متهم كما ذكره الذهبي‏.‏

‏[‏ص 137‏]‏ 8704 - ‏(‏من رزقه اللّه امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق اللّه في الشطر الباقي‏)‏ وذلك لأن أعظم البلاء الفادح في الدين شهوة البطن وشهوة الفرج وبالمرأة الصالحة تحصل العفة عن الزنا وهو الشطر الأول فيبقى الشطر الثاني وهو شهوة البطن فأوصاه بالتقوى فيه لتكمل ديانته وتحصل استقامته وهذا التوجيه أولى من قول بعض الموالي المرأة الصالحة تمنع زوجها عن القباحة الخارجية فعبر عن إعانتها إياه بالشطر بمعنى البعض مطلقاً أو بمعنى النصف انتهى‏.‏ وقيد بالصالحة لأن غيرها وإن كانت تعفه عن الزنا لكن ربما تحمله على التورط في المهالك وكسب الحطام من الحرام، وجعل المرأة رزقاً لأنا إن قلنا إن الرزق ما ينتفع به كما أطلقه البعض فظاهر وإن قلنا إنه ما ينتفع به للتغذي كما عبر البعض فكذلك لأنه كما أن ما يتغذى به يدفع الجوع كذلك النكاح يدفع التوقان إلى الباه فيكون تشبيهاً بليغاً أو استعارة تبعية قال ابن حجر في الفتح‏:‏ هذا الحديث وإن كان فيه ضعف فمجموع طرقه تدل على أنه لما يحصل به المقصود من الترغيب في التزويج أصلاً لكن في حق من يتأتى منه النسل‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في النكاح من حديث زهير بن محمد عن عبد الرحمن بن يزيد ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال الحاكم‏:‏ صحيح فتعقبه الذهبي بأن زهيراً وثق لكن له مناكير اهـ‏.‏ وقال ابن حجر‏:‏ سنده ضعيف‏.‏

8705 - ‏(‏من رضى من اللّه باليسير من الرزق‏)‏ بأن لم يضجر ولم يتسخط وقنع بما أعطاه اللّه وشكره عليه وأجمل في الطلب وترك الكد والتعب ‏(‏رضى اللّه منه بالقليل من العمل‏)‏ فلا يعاقبه على إقلاله من نوافل العبادة كما مر ويكون ثواب ذلك العمل القليل عند اللّه أكثر من ثواب العمل الكثير مع عدم الرضا وطلب الإكثار والكد بالليل والنهار فمن سامح سومح له ومن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط وليس له إلا ما قدر، فرغ ربك من ثلاث، وفي الطبراني عن أبي سعيد يرفعه من سخط رزقه وبث شكواه لم يصعد له إلى اللّه عمل ولقي اللّه وهو عليه غضبان قال الحرالي‏:‏ والرضا هو إقرار ما ظهر عن إرادة‏.‏

- ‏(‏هب عن علي‏)‏ أمير المؤمنين وفيه إسحاق بن محمد الفروي أورده الذهبي في الضعفاء وقال النسائي‏:‏ ليس بثقة ووهاه أبو داود وتركه الدارقطني وقال أبو حاتم‏:‏ صدوق لقن لذهاب بصره وقال مرة‏:‏ يضطرب، وقال الحافظ العراقي‏:‏ رويناه في أمالي المحاملي بإسناد ضعيف من حديث عليّ ومن طريق المحاملي رواه في مسند الفردوس‏.‏

8706 - ‏(‏من رضي عن اللّه‏)‏ بقضائه وقدره ‏(‏رضي اللّه تعالى عنه‏)‏ بأن يدخله الجنة ويتجلى عليه فيها حتى يراه عياناً‏.‏ قال الطيبي‏:‏ ولعلو شأن هذه المرتبة التي هي الرضا من الجانبين خص اللّه كرام الصحب بها حيث قال‏:‏ ‏{‏رضي اللّه عنهم ورضوا عنه‏}‏ قال بعضهم‏:‏ ورضا العبد عن اللّه أن لا يختلج في سره أدنى حزازة من وقوع قضاء من أقضيته بل يجد في قلبه لذلك برد اليقين وثلج الصدر وشهود المصلحة وزيادة الطمأنينة، ورضا اللّه عن العبد تأمينه من سخطه وإحلاله دار كرامته، وقال السهروردي‏:‏ الرضا يحصل لانشراح القلب وانفساحه وانشراح القلب من نور اليقين فإذا تمكن النور من الباطن اتسع الصدر وانفتحت عين البصيرة وعاين حسن تدبير اللّه فينزع التسخط والتضجر لأن انشراح الصدر يتضمن حلاوة الحب وفعل المحبوب بموقع الرضا عند المحب الصادق لأن المحب يرى أن الفعل من المحبوب مراده واختياره فيفنى في لذة رؤية اختيار المحبوب عن اختيار نفسه، وقال بعض العارفين‏:‏ الرضا عن اللّه باب اللّه الأعظم وجنة الدنيا ولذة العارفين والرضوان عن اللّه في الجنة وهم في الدنيا راضون عنه متلذذون بمجاري ‏[‏ص 138‏]‏ أقضيته سليمة صدورهم من الغل مطهرة قلوبهم عن الفساد لا يتحاسدون ولا يتباغضون، وقال ابن أبي رواد‏:‏ ليس الشأن في أكل الشعير ولبس الصوف ولكن في الرضا عن اللّه، وقال ميمون بن مهران‏:‏ من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دواء، وقال رجل لابن كرام‏:‏ أوصني‏.‏ فقال‏:‏ اجتهد في رضا خالفك بقدر ما تجتهد في رضا نفسك‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن عائشة‏)‏‏.‏

8707 - ‏(‏من رفع رأسه قبل‏)‏ رفع ‏(‏الإمام‏)‏ من المقتدين به ‏(‏أو وضع‏)‏ رأسه قبل وضع الإمام رأسه من غير عذر ‏(‏فلا‏)‏ يجوز له ذلك ولا ‏(‏صلاة له‏)‏ أي كاملة فهو من قبيل لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد هذا ما عليه الشافعي وكثير من الحنفية، وحمله بعضهم على نفي الصحة‏.‏

- ‏(‏ابن قانع‏)‏ في المعجم ‏(‏عن شيبان‏)‏ بفتح أوله المعجم ابن مالك الأنصاري السلمي له وفادة‏.‏

8708 - ‏(‏من رفع حجراً عن الطريق‏)‏ أي أماط عن طريق الناس أذى من حجر أو غيره كشوك قاصداً إزالة الضرر عنهم احتساباً، وخص الحجر بالذكر لغلبته أو لكونه أعظم ضرراً أو بطريق التمثيل ‏(‏كتبت له حسنة ومن كانت له حسنة دخل الجنة‏)‏ أي لا بد له من دخولها إما بلا عذاب بأن اجتنب الكبائر أو لم يجتنبها وعفا عنه أو لم يعف عنه وعذب فإنه لا بد أن يخرج من النار والعموم المستفاد من كلمة من مشروط بالإيمان‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ من حديث أبي شبيبة المهري ‏(‏عن معاذ‏)‏ بن جبل قال أبو شيبة‏:‏ كان معاذ يمشي ورجل معه فرفع حجراً من الطريق فقلت‏:‏ ما هذا قال‏:‏ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول فذكره قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات‏.‏

8709 - ‏(‏من ركع ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة‏)‏ الظاهر أنه أراد صلاة الضحى وذلك هو أكثرها عند الشافعية وأفضلها عند كثير منهم‏.‏

- ‏(‏طس عن أبي ذر‏)‏‏.‏

8710 - ‏(‏من ركع عشر ركعات فيما بين المغرب والعشاء بني له قصر في الجنة‏)‏ تمامه كما في رواية فقال عمر‏:‏ إذن تكثر قصورنا يا رسول اللّه، وإنما استحق مصليها القصر المذكور لأن ذلك الوقت وقت غفلة لاشتغال الناس فيه بتناول الطعام والشراب فإذا ترك العبد شهوته وأقبل على اللّه تعالى بإحياء ذلك الوقت المغفول عنه بالصلاة استحق ذلك القصر العظيم في دار النعيم، وظاهر الحديث أن ذلك لا يشترط فيه المداومة وأن بكل عشر ركعات في ذلك الوقت قصر وبه يصرح قول عمر إذن تكثر قصورنا‏.‏

- ‏(‏ابن نصر‏)‏ في كتاب الصلاة ‏(‏عن عبد الكريم بن الحارث مرسلاً‏)‏ ورواه عنه أيضاً ابن المبارك في الزهد وغيره‏.‏

8711 - ‏(‏من رمى بسهم في سبيل اللّه فهو له عدل‏)‏ بكسر العين وفتحها أي مثل ‏(‏محرر‏)‏ زاد الحكيم في روايته ومن بلغ بسهم فله درجة في الجنة قال أبو نجيح الراوي‏:‏ فبلغت يومئذ ستة عشر سهماً اهـ‏.‏ والمعنى من رمى بسهم بنية جهاد الكفار كان له ثواب مثل ثواب تحرير رقبة أي عتقها‏.‏

- ‏(‏ت ن ك‏)‏ في الجهاد ‏(‏عن أبي نجيح‏)‏ بفتح النون السلمي أو هو ‏[‏ص 139‏]‏ القيسي فلو ميزه لكان أولى قال‏:‏ حاصرنا قطر الطائف فسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم يقول فذكره قال الحاكم‏:‏ على شرطهما وأقره الذهبي‏.‏

8712 - ‏(‏من رمى‏)‏ أي سب ‏(‏مؤمناً بالكفر‏)‏ بأن قال هو كافر وهو مؤمن فشبه السب بالرمي فيكون استعارة مصرحة وذكر فعل الرمي استعارة تبعية ووجه الشبه أنه كما أن الرمي يهلك ظاهراً فالسب يهلك باطناً فاشتركا في مطلق الإهلاك لكن الثاني أولى كقول المرتضى كرم اللّه وجهه ‏"‏جراحات السنان لها التئام‏"‏ ‏.‏البيت‏.‏ ‏(‏فهو كقتله‏)‏ في عظم الوزر وشدة الإصر عند اللّه تعالى فقوله كقتله إشارة إلى خبر عرض المؤمن كدمه، يعني من سبه بالكفر هتك عرضه وعرض المؤمن كدمه فمن سبه بالكفر فكأنه سفك دمه، أو المراد حكمه حكم قتله في الآخرة وحكمه فيها دخول النار‏.‏

- ‏(‏طب عن هشام بن عامر‏)‏ بن أمية الأنصاري البخاري رمز المصنف لحسنه‏.‏

8713 - ‏(‏من رمانا بالليل‏)‏ أي رمى إلى جهتنا بالقسي ليلاً وفي رواية بالنبل بدل الليل ‏(‏فليس منا‏)‏ لأنه حاربنا ومحاربة أهل الإيمان آية الكفران، أو ليس على منهاجنا، لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه لا أن يرعبه فضمير المتكلم في الموضعين لأهل الإيمان، وسببه أن قوماً من المنافقين كانوا يرمون بيوت بعض المؤمنين فقاله، ويشمل هذا التهديد كل من فعله من المسلمين بأحد منهم لعداوة واحتقار ومزاح لما فيه من التفزيع والترويع، وذهب البعض إلى أن المراد بالرمي ليلاً ذكره لغيره بسوء أو قذف خفية تشبيهاً برمي الليل‏.‏

<تنبيه> قد خفي معنى هذا الحديث ومعرفة سببه على بعض عظماء الروم فأتى من الخلط والخبط بما يتعجب منه حيث قال عقب سياقه الحديث يعني من ذكر المؤمنين بسوء في الغيبة‏.‏ وتخصيص الليل بالذكر لأن الغيبة أكثر ما تكون بالليل ولأنه يحتمل أن يكون سبب ورود الحديث واقعاً في الليل وفي قوله رمانا استعارة مكنية وتبعية إلى هنا كلامه‏.‏ وإنما أوردته ليتعجب منه‏.‏

- ‏(‏حم‏)‏ وكذا القضاعي ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي‏:‏ وفيه يحيى بن أبي سليمان وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني عن عبد اللّه بن جعفر وزاد يونس ومن رقد على سطح لا جدار له فمات فدمه هدر‏.‏

8714 - ‏(‏من روع مؤمناً‏)‏ أي أفزعه فأخافه كأن أشار إليه بنحو سيف أو سكين ولو هازلاً أو أشار إليه بحبل يوهمه أنه حية ‏(‏لم يؤمِّن اللّه تعالى روعته‏)‏ أي لم يسكن اللّه تعالى قلبه ‏(‏يوم القيامة‏)‏ حين يفزع الناس من هول الموقف، وإذا كان هذا في مجرد الروع فما ظنك بما فوقه بل يخيفه ويرعبه جزاءاً وفاقاً يقال أمن زيد الأسد وأمن منه سلم منه وزناً ومعنى قال في المصباح وغيره‏:‏ والأصل أن يستعمل في سكون القلب اهـ‏.‏ ومنه أخذ الشافعية أن المالك يحرم عليه أخذ وديعته من تحت يد المودع بغير علمه لأنه فيه إرعاباً له بظن ضياعها، قال بعض الأئمة‏:‏ ولا فرق في ذلك بين كونه جداً أو هزلاً أو مزحاً وجرى عليه الزركشي في التكملة نقلاً عن القواعد فقال‏:‏ ما يفعله الناس من أخذ المتاع على سبيل المزح حرام، وقد جاء في الخبر لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعباً، ومن ثم اتجه جزم بعضهم بحرمة كل ما فيه إرعاب للغير مطلقاً‏.‏